مَلَفّاتـ سِريَّة .*.

مُذَكَّراتِي،

الحياةُ كتابٌ يزكُو بغُموضِهِ البياضُ، تتطاير شُعيرات مصابيحه فِي الهواء، تلتقطُ أنفاسها منَ النَّسيمِ حبرًا تتمازجُ أَلوان النِّسيان بهِ حلْفًا، هكذا أنا...
حياتي كتابٌ لا لونَ له، كَـ الماء...
صفائحهُ من نعيمِ الوردِ المُزيّف، لقد خُدِعتُ بثماني عشْرة سنة، نشوان أَكرمني تاريخ أَوهاج كوكبٍ يمضِي فِي فلَكِ الوجعِ نَجْمًا...
لا أَعترفُ بِما مَضَى، ولا أُؤمنُ بالماضِي، فما مضى فات.. وما فاتَ مات!
ربَّما.. لو كان الماضِي يحمل بكفَّيهِ نُورًا، لعلّقتُ نُوره في رقبةِ القلبِ قنديلاً..
لكن ما فائدة الـ "لو" ؟!!
أَنَا عَلى موعدٍ مع النّسيان، فِي دُنيَا المَواعِيد تِلك...
واعدتني الأَيّام، التقينا ومضينا نُحدّث الصّمت بحُلمينا..
قَالت لهُ: أَمسِك بِقَلبِي واعتصِرهُ نبيذًا علقمًا..
قلتُ: ولِما ؟!!
قَالت: لِتَتَذَوّقِينه..
قُلتُ: طعمه لذيذ؟
- جِدًّا! ... أتثقين بذوقي؟
- كلاّ...
- جرّبيه
- لا... لن أَفعل
- أليست الدُّنيا تجربة يا صغيرتي؟
- لا... الدُّنيا مواعيد، تجعلُ القريب بعيد... تسرق البسمات علنًا دون أن يُحاكمها القضاء...
- حَمقَاء! أَلَيسَت الدُّنيا قَانونًا ؟!!.. وهَل يُقاضَى القَانون فِي بَيتِه ؟!
- لِمَا لا...؟
- مَا زِلتِ جَاهِلَة يا فَتاه! ، هَيَّا اشربِي.. إنَّهُ قَدَركِ..
- القَدَرُ لَذِيذ الطَّعم؟
- بِالتَّأكِيد... ثِقِي بِي...

"وَثِقتُ بهاو َتَجَرّعتُ نَبِيذ قَلبِهَا كَامِلاً... وَسَكِرتُ بِمَرَارَتِهِ الوَثِيرَة..."

- يَا حُلُم المَسَاء
أَلن تَزُورَنِي اليَوم فِي غَفوَتِي؟ أَم أَنتَظِرُكَ فِي رَبِيعِ الشِّتَاء؟
- فِي النَّومِ أَراكِ، أَشعِلِي الشُّموع وانتظريني وَكِتَاب الخَيال ألتعجيزي، واسكُبِي لِي كَأسَ العُشب الأَحمَر عَلَى بِسَاط نَافِذَةِ الدِّمَاء لأَستَلّ مِن عَينَيهَا دُمُوعَكِ والبُكَاء!